الحضور الأندلسي في أدب أمريكا اللاتينية (6)والاخير

وقد ساهمت الجالية الإسلامية في أمريكا اللاتينية بتوضيح هذه الأخطاء، ذلك لأن هذه الجاليات صارت تشكل جزء من الهيكلية الاجتماعية بمعاهدها الثقافية ونشراتها ومنشوراتها التي لاتقتصر على الإبداع الأدبي بل تتجاوزه إلى الإبداعات العلمية والصحفية والتي تشكل دفقاً ثقافياً في غاية الأهمية في الإطار الإجتماعي للمزيج الإيبيري الأمريكي..............‏

ونجد الموضوع العربي بمضمونه الميتافيزقي عند خوسيه ليثاما ليما المولود عام 1910 (توقي مند عدة سنوات. المترجم) في روايته أوبياتو ليكاريو المليئة بالأساطير والصور الفنية.بطلها تونسي يدعى سيدي غالب، يبدو من مظهر ه ومكره أقرب إلى الصقر المدرب. في المقطع التالي يبين لنا مثلاً مفهومه للموت: "كثيراً -يبدأ غالب -ماتلتقي قوانين الجمركي روسو مع ماأراه ينمو في داخلي، ويمليه عليَّ عرقي وأرضُ شمال افريقية.‏

نستطيع أن نقول إن الموت ملتصق بالأرض وبنا في هذه المناطق أكثر مما هو ملتصق عندكم أنتم الأوروبيين. أو إذا ما أردنا أن نكون أكثر دقة عند الأمريكيين الذين عليهم أن يوضحوا فكرهم للأوروبيين نحس بنفس الموت، الذي جاءنا من منطقة التأثير المصرية الشاسعة. فالموت بالنسبة للأوروبيين شيء يجب أن يقع ذات يوم، بعضهم يشعر بهذا الحدث بعيداً فينامون بعمق، تماماً كما درج في الأيام الاخيرة الشعور بحدة الموت وهو مايسميه بعضُهم بوعي النهاية. فالإنسان في شمال إفريقية يشعر باستمرار بأن الحياة ستموت وبأن الموت سيحيى، وهو معنى نباتي للموت فالغوص في باطن الأرض يعني العودة للظهور الشمسي، التغيراتِ التي تمليها الطاقة الشمسية". ويتابع المؤلف روايته على أرضية المقارنات. إنها صور للوصول أكثرَ إلى عمق هذا المفهوم القاتل بالنسبة لبعضهم. إنه يغطي عمله القصصي بالصور: الحلم، التبدلات، تلاشي الحواس التصوير الذي يستحضر طيف العالم.‏

يوضح لنا الشاعر والكاتب وأستاذ الكرسي التشيلي ماتياس رفيد في عمله "كتاب تشيليون من أصل عربي" "إن الطريق الذي تبعه المهاجرون العرب إلى بلدنا يبدأ من موانئ بيروت، حيفا، والإسكندرية مروراً بمرسيليا أو جنوا وصولاً إلى قارتنا عبر بونس آيرس، متابعين طريقهم عبر سلسلة جبال الأند على ظهر بغل ثم في القطارِ عابر الأند.‏

وقد ساهمو بفعالية في كل أنواع العمل والوظائف العامة والخاصة: التجارة، الصناعة، الزراعة، الفنون والآداب. لقد أدلو بنصيبهم من الجهد والتضحية في كل قطاع من قطاعات الحياة المدنية فساهموا بالإعلاء من الوطن التشيلي: المتبنى بالنسبة للآباء والأصلي بالنسبة للأبناء وأحفادهم. بنيديكتو شوقي مؤسس دائرة أصدقاء الثقافة العربية وصاحب المبادرات الفنية والثقافية الرفيعة، مويسس موسى مترجم جبران خليل جبران المربي الذي خرّج أجيالاً من المعلمين، الشاعر وكاتب المقالة اندرس سبيلة صاحبة الإبداعات متعددة الوجوه، مؤلف كتاب الأتراك، ماركو أنطونيو سلوم صاحب صائغ من المايا والروائيون غيلييرمو ووالدو عطية، والتر غريب، دياميلا التيت والشعراء محفوض مصيص، ماتياس رفيد ونعيم نومث بين آخرين". ونضيف أسماء آخر مثل تيودورو السقا، أمادو الأشقر ساسو ميغيل لطين خيسيكا عطا الله، لويس زعرور وأليخاندرا زهري غارثيا.‏